تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران: عشرات القتلى وردود واسعة

في تصعيد غير مسبوق، شنت إسرائيل سلسلة ضربات جوية واسعة داخل إيران استهدفت منشآت نووية وعسكرية، وأسفرت عن مقتل كبار القادة في الحرس الثوري، بينهم رئيس الأركان محمد باقري. وفيما ردت طهران بصواريخ ومسيرات طالت عمق إسرائيل، توالت التحذيرات الدولية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة مفتوحة، وسط تأكيدات أمريكية بتقديم دعم استخباراتي ولوجستي بدون مشاركة مباشرة في الهجوم.

شنت إسرائيل فجر الجمعة واحدة من أعنف الضربات الجوية على إيران، مستهدفة منشآت نووية وعسكرية، أبرزها موقع نطنز حيث تعرضت أجهزة الطرد المركزي لأضرار جسيمة. وأسفرت الضربات أيضا عن مقتل ستة علماء ذرة على الأقل، وفق الإعلام الإيراني.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف أكثر من 200 هدف في مختلف أنحاء إيران، بينها قواعد جوية في همدان، ومواقع عسكرية قرب تبريز، وتحدث عن تدمير منصات صواريخ ورادارات تابعة لمنظومة الدفاع الجوي الإيراني.

أسفرت الضربة أيضا عن مقتل رئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده، بحسب مصادر رسمية إيرانية. كما تم تعيين قائدين جديدين للحرس الثوري وهيئة الأركان بأمر من المرشد علي خامنئي.

بعد الهجوم، أطلقت إيران عشرات الصواريخ والمسيرات على الأراضي الإسرائيلية، ما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب والنقب وإيلات. الدفاعات الجوية الإسرائيلية أعلنت اعتراض معظم المقذوفات، لكنها أكدت وقوع أضرار وإصابات، بينها 34 جريحا في منطقة غوش دان القريبة من تل أبيب، وسقوط صاروخ في منطقة حضرية. وأعلن الحرس الثوري أنه استهدف عشرات الأهداف داخل إسرائيل، في حين نفى الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرتين حربيتين كما أعلنت إيران.

على وقع التصعيد، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة شارك فيها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، الذي أكد تدمير القسم فوق الأرض من محطة نطنز، المستخدمة في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، مع تأكيد تسجيل تلوث إشعاعي وكيميائي داخل بعض المنشآت. وأشار إلى أن إيران أبلغت الوكالة بأضرار طالت أيضا موقعي أصفهان وفوردو.

أكدت الولايات المتحدة أنها لم تشارك عسكريا في الضربة، لكنها قدّمت دعما لوجستيا وإستخباراتيا لإسرائيل في التصدي للصواريخ الإيرانية. مندوبة واشنطن في مجلس الأمن قالت إن بلادها تسعى لحل دبلوماسي يضمن عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا.

وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ودعا إلى التهدئة، معلنا تأجيل المؤتمر الدولي بشأن الدولة الفلسطينية. فيما دعت بريطانيا إلى ضبط النفس، ودانت تركيا وقطر والإمارات ومصر الهجوم الإسرائيلي. بدورها، اعتبرت روسيا أن النزاع لا يمكن حله إلا دبلوماسيا، ودعت الصين إلى وقف فوري للتصعيد.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن إسرائيل استخدمت “عتادا أمريكيا عظيما”، مشيرا إلى أن واشنطن كانت على علم مسبق بالضربة. وقال إنه منح إيران مهلة 60 يوما للتوصل إلى اتفاق نووي لكنها أضاعت الفرصة، محذرا من ضربات أعنف في حال استمرار التصعيد.

على أثر الضربات المتبادلة، أغلقت إيران وإسرائيل والأردن والعراق أجواءها، وألغت شركات طيران كبرى رحلاتها إلى الشرق الأوسط. قفزت أسعار النفط بنسبة تجاوزت 12 بالمئة، وأغلقت وول ستريت على خسائر حادة. شركة الطاقة البريطانية “إنرجيان” علقت الإنتاج قبالة الساحل الإسرائيلي، فيما أعلن وزير الطاقة الأمريكي متابعة الأثر المحتمل على إمدادات الطاقة.

فرانس24 / أ ف ب / رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *